بسم الله الرحمن الرحيم
وبعد
وأذن مؤذن أيها الناس آن لنا أن نرحل
وركبت السفينة وأخذت وأنا ملىء بالشوق إلى الماء أنظر
أرى وجهكِ على صفحة الماء أه تمر الساعة كآنها دهر
ونزلت جزيرة فقطفت وردا من أجمل الزهر
وأخذت أحسب الليالى والأيام وكم غابت الشمس وكم ظهر القمر
ومتى ألقاكِ كى تهدأ النفس ويقر الصدر
وأخيرا آتيتكِ مهرولا وبى نشوة وكآنى أسعد البشر
وأفتح الباب فلم يطاوعنى فطرقته بقوة وأخذت أنتظر
فخرج الجار وقال ويحك كاد الباب فى يدك يكسر
قلت أين أهلى ؟ قال أما تدرى ما الخبر؟
هى لأهلها وأنت لربك فتحلى بالصبر
فسقط الورد من يدى وكآنى سكران أفقده الوعى الخمر
وذهبت إليها وقالت أمها هى تأبى الحياة معك فهل لها أن تتحرر؟
قلت أسمعها قالت آن لنا أن نفترق قد حسم الأمر
قلت تذكرى يوما أثرتكِ عن نفسى قالت لن أتذكر
إذن هى النهاية ومهما أخبرتكِ قراركِ لن يتغير
النهاية لك أما أنا فهى البداية وفى النعيم سأتبخطر
قلت لها ليس بدائم ٍ أبدا نعيم وليس بدائمٍ أبدا فقر
وكان الوصل دائما منى وكان دائما منها الهجر
اليوم أندم عليكِ وغدا تندمين ويشهد الدهر
ويا شمس الحياة أشرقى ولا تبكِ أيها الطير
ويا فؤادى وقد ألمك الفراق أنت العليل وطبيبك الدهر
إلهى أمنن علىّ بالرضا فما أنا بقضائك أكفر
وما أنا بجاحدِ بما فرضته الأيام وما ألقاه القدر
وما أنا بناقم بعدها عنى وقد ضمنى الفقر
ولكنى أنكر لذة ذاقها غريم وأنا أتجرع الصبر
نعم هى الدنيا لقاء وفراق وعشق وهجر
مع تحيات اصعب&حكاية